- الجني الاسودمشرف
- عدد المساهمات : 296
قوه الرغب : 5987
السٌّمعَة : 2116
تاريخ التسجيل : 11/08/2009
العمر : 27
شياطين الانس
الأحد سبتمبر 27, 2009 8:05 am
______________________________________
وقت الظهيرة ... أشعت الشمس تلاقني ، تحرقني ، تكويني ، عين راصدة لا تفل ولا تنام . . . نظرت إلى ساعة يدي عقاربها تشير إلى الثانية والنصف وقد بدأت مشوار بحثي من الثانية عشر صباحاً، وها أنا ، تائهة بالشوارع ... أبحث في كل الأماكن ، المفارق ، والأزقة ... أوقف هذا وذاك ! أسألهم علهم يرشدونني إلى سبيلي لأجد ضالتي.
لمحت امرأة عجوز تقف على مقربة مني سرعان ما توجهت نحوها فلا بد أنها قديمة في هذه المنطقة وتعرف جميع سكانها .
اقتربت منها فذعرت من شكلها الذي لم يتَضح لي من بُعد ، منظرها مخيف
كانت عبارة عن غمامة سوداء كاشفة عن وجهها النحيل ، عيناها بارزتان للخارج كادتا تقتلعان من مقلتيهما بشرتها بيضاء مثل الشبح ، يحيط بعينيها هالات سوداء وذات شفاه خصبا مزرقة ، أسنانها ذائبة ، متفرقة ، قاتمة .
دنوت منها وبالتالي زادت ضربات قلبي تطرق علي صدري مستغيثة ومنذرة ولكن اليأس الذي كنت به جعلني أغض البصر غير مكترثة باستغاثاته المتوالية.
علياء : أعانك الله على القوة يا خالة
العجوز : أعاننا وأعان جميع أمة الإسلام.
علياء: سألتك طلب يا خالة
العجوز: ماذا تريدين بسرعة فلا أطيق التحدث مع الغرباء .
علياء " يا عيني وعلى ماذا يا أميرة القباحة والوجه العكر " : حسنا . أنا فقط أريد سؤالك عن منزل لشخص يدعى ( محمد مسعود )
العجوز : لماذا تسألين عنه ماذا تريدين منه؟
علياء : أنا صحفية من جريدة *** وقد كلفت في إجراء حوار صحفي معه . وكما ترينني تائهة بالشوارع . فهلا تدلينني على منزله إذ كنت تعرفينه رحم الله والداك
العجوز " وبعد صمت قليل ": أتعرفين ، إنه زوجي .
علياء " ولم تشكك قط في كلامها لأن حالة اليأس التي وصلت إليها رهيبة " : أوه حمدا لك يا رب . وأخيراً وصلت .
العجوز " بخبث " : نعم وصلت . . . وأخيرا .
علياء: والأن هلا تسمحين لي بالمجيء معك لألتقي وأنتهي من هذا العبء وكلي رجاء ألا تعارضي .
العجوز :بكل سروووور . طبعاً لا أعارض
مضى حوالي ثلاث أرباع الساعة وأنا وتلك العجوز نسير في درب لا أعرف متى سأصل لنهايته على قدمانا
" يا إلهي ألا تتعب هذه العجوز أنا تعبت "
فدنوت منها وقلت : لما لا نستقل التاكسي. . بدلا من هذا ..
لم أكمل جملتي إلا وسرعان ما توجم وجه العجوز وبدأت باستنكار
قائلة : ماذا...؟ هذا ما ينقص . . .أن يستدل الجميع على منزل الأديب محمد مسعود وتزعجنا هرجة المعجبين والمصورين ... اسمعي يا فتاة كوني سمحت لكِ بالمجيء ليس لأنني أرحب في الصحافة بمنزلي لا سمحت لكِ فقط لأن لديك موعد مسبق معه أتفهمين .
وإن كنتِ تعبتِ فا لتتركينني وشأني واستقلي التاكسي وحدك وابحثي عن المنزل أما أنا فسأكمل مشياً ولو كانت المسافة للمنزل تستغرق حولاً كاملاً للوصول .
"تعجبت عليا من ردة فعلها وباتت في حيرة من أمرها لما كل هذا الحرص على عدم استدلال أحد على المنزل ؟ رغم أن محمد مسعود ليس بالأديب المشهور والذين يعرفونه في هذه البلدة قلة يعدون على الأصابع ، حتى أنا لم أكن أعرفه إلا أنني جمعت بعض المعلومات عن سيرته من رئيس المجلة وبعض زملائي."
عليا : أنا أسفه يا خالة ، قلت هذا فقط لاختصار المسافة وقطع الوقت
العجوز : لا داعي لكل هذا كدنا أن نصل .
" بدأنا نبتعد شيئاً فشيئاً عن الأماكن العامة حتى خرجنا من المنطقة التي قصدتها للبحث عن منزل محمد مسعود والذي دلني مدير المجلة عليها .
علياء : يا خالة أولم نخرج عن مسارنا
العجوز : ألا تريدين الأديب محمد مسعود.
عليا: بالطبع .
العجوز: إذا أطبقي فمك وكفي عن الثرثرة واتبعيني.
" علياء إزدرقت ريقها ، وابتلعت كلماتها ،وأوصدت فمها .... وصلنا إلى منطقة شبه مهجورة ، كان هناك منزلا يبتعد عدة بوصات عن ناظرنا ، اقتربنا من المنزل نظرت إلى ساعة يدي فإذ بها تشير للرابعة فسمعت صوت العجوز تخاطبني ها قد وصلنا ، هيا إلى الداخل "
علياء " باندهاش " : هل هنا يقطن الأديب محمد مسعود .
العجوز : نعم .
" إنه منزل مهترء وعتيق يكاد يهدم على رؤوس ساكنيه ... بحق الله كيف يستلهمون هؤلاء الأدباء في أجواء كهذه . . .
دخلنا المنزل كانت تفوح منه رائحة نتنه وعفنة "
قطع تفكيري الملوث صوت أبغضه إنه صوتها
العجوز : لا بد أنك ظمئ من المشوار ثواني وسأحضر لك مشروبا بارداً وأنادي لكِ زوجي .
" كنت غير قادرة على الكلام خائفة من أن أفتح فمي فتدخل إحدى هذه الحشرات المتطايرة فوق رأسي اكتفيت برسم ابتسامة زائفة على وجهي وأنا مقفلة الفاه .
فأشاحت لي على شيء ما يشبه الكنبة طالبة مني الجلوس عليها ريثما تعود بالشراب الذي بالتأكيد لن أشربه طالما مصدره هذا المكان.
أخرجت منديل من حقيبتي وبدأت في تنفيض ما على " شبيهة الكنبة " من أوساخ وغبار ثم جلست عليه ؟، كان مغلف بقماش ممزق يحشوه البقع والأوساخ
حشرات مقتولة على الأرض وحشرات متطايرة فوق رأسي . نظرت مرة أخرى لساعتي فذهلت ما هذا إنها الرابعة والنصف ، ومرة أخرى قطع تفكيرها ولكن هذه المرة بصوت هاتفها ."
عليا : ألو
أم عليا : عليا أين أنتي لقد تأخرتي .
عليا : أنا في منزل محمد مسعود الذي خرجت لإجراء حواري الصحفي معه.
أم عليا : وهل ستتأخرين
عليا : لا حوالي ساعة وسأكون عندك في المنزل .
أم عليا: إذا أنا في إنتظارك . وداعاً
عليا : وداعا ً .
" أغلقت عليا الهاتف وهي عازمة على أن تطلب تأجيل الحوار ليوم الغد وفي إحدى المقاهي وليس هنا ، ولكن المدعو محمد مسعود لم يظهر حتى الأن كان من المفترض أن أجده بانتظاري فهو على علم بمجيئي لإجراء الحوار معه . . . ، أووووه لا بد أنه يأس من كثرة انتظاري فبالفعل لقد تأخرت كثيراً كان موعدنا الساعة الثالثة وهاهي الرابعة والنصف "
" هنا دخلت العجوز حاملة بين يديها صينية بها كأسين من عصير أحمر اللون مدت لي كأس وأخذت لها الكأس الثاني ثم جلست بالقرب مني وقالت : ما بك لا تشربين ! ، إنه ثمين جداً يتعبني إعداده ، وليس من السهل الحصول عليه
عليا : ولكن أين محمد مسعود أليس موجود ؟
العجوز : أه .. نعم ، بالتأكيد حالما تنتهين من شرب عصيرك سترينه .
ابتسمت لها دون إظهار أسناني مغلقة الفاه مُمِدّة لطرفيه دلالة على ابتسامة.
باشرت هي بشرب عصيرها كانت تلتهمه بشراها كبيرة لدرجة أنه حينما فرغ كأسها فإذا بها تمد إصبعها داخل الكأس لتمسحه بما علق به من أثار فتدخله فمها وتلحسه، أما ما علق عليه من خارجه فأخرجت لسانها وجعلت تلعقه مثل الحيوانات بطريقة شرهة مثيرة للاشمئزاز ، وجهت نظري إلى الكأس المدفون بين يدي نظرة كادت عيوني أن تلتهم ما بمحتواه لمعرفة ما سر هذا الطعم الذي جعلها تجليه بلسانها كي لا تهدر منه ولا قطرة ، قربت الكأس من فمي لتذوقه نتيجة لشدة الفضول الذي أصابني غاضة البصر عن كل ما ينتابني من قرف ونفور ، فوصلت رائحته إلى أنفي قبل أن يصل محتواه إلى فمي فصرخت بلا شعور عاقدة حاجباي راسمة وجه عبوس على ملامح وجهي : ما هذه الرائحة البشعة ؟؟؟؟؟؟
العجوز " بإحباط " : ألم يعجبك
عليا : بل لم أتذوقه . . .رائحته نتنة لا أستطيع إدخاله إلى فمي
العجوز : دعكي من الرائحة جربي صاحب الرائحة ، إنه مشروب زكي جدا .
عليا " تنظر للكأس بنفور " : لا أستطيع
العجوز : جربيه فقط .. لن تخسري شيئاً
عليا: ولكنني . .
العجوز : دون لكن ، فقط جربيه
" رضخت عليا للأمر المحتوم وقررت مجاملة العجوز بشربة خفيفة منه، فأوقفت حاسة الشم لديها أي قطعت نفسها ، ومدت طرف إصبعها للكأس ثم أخرجت لسانها لتلامسه ببعض ما لصق على إصبعها من أثار ذلك العصير الغريب ، وما إن تذوقته حتى عرفت ما هو هنا انصعقت وبدأت يداها ترتجف وضعت الكأس على الطاولة أو رمته ، فتحت عيناها على
مصرعيهما ، بحلقت بالعجوز بنظرات حائرة مستفهمة ، مستطردة أو خائفة....!!
قالت بتلعثم كلماتها المتقطعة ، فلسانها ثقيل لا يستوعب ما لامسه لتوه شلت حركته ولكن ببعض الشحن من إرادتها قدرت على دفعه بالنطق ببعض اللعثمة : مـ ـ مـ مـ مــا هـ ـ ذا أيتها الخالة . . .ما هذاااا . . .أوه يا إلهي لا أصدق . . . يا الله .. يا الله . . .إنه أنه ......... إنه دم !
فجاوبت العجوز وبكل برود دون أن يتحرك لها ساكن : نعم ، أولا يعجبك !؟
عليا : ولكن ماذا تقولين يا خالة . . هذا كلام لا يعقل
العجوز : وما الذي لا يعقل .؟
عليا : دم ! . . أليس هناك عصائر سوا ..... سوا... سوا الددددم ؟!
العجوز : كثيـــــــــــــر . ولكن ليس ألذ منه .
عليا " وقد بدأت بالنحيب والبكاء " يا إلهي إنها عجوز شمطاء خرفانه " دفعتها من أمامها "أي رجل أديب مثقف يحتمل حماقتها .. يا للهول لو قالت أنه دم بشري يا إلهي . . يا إلهي لا أصدق
العجوز : ومن قال غير ذلك
عليا" نظرت بها بذهول وخوف منها ": مـــــاذا ؟
العجوز : و من قال غير ذلك سمعتي الأن ؟
عليا: يا حقيرة . " التقطت حقيبتها وهمت بالخروج من المنزل وهي تثرثر ببعض الكلام ، كانت جميع أطرافها ترتجف ووجهها مبيض كشبح"
.العجوز " هيي أنتِ ، أين تعتقدين نفسك ذاهبة
عليا: ابتعدي عن وجهي أيتها الشمطاء قبل أن أبتلي بك وأوزع دمائك على الناس " ثم صرخت " ابتعدي قبل أن أذبحك .
" وقطعت من أمام العجوز وهي تثرثر " : هذا ما ينقصني عجوز مختلة ومجنونة...!
" شيء ما سحب عليا من شعرها ودفعها بقوة إلى الداخل حتى ارتطمت على الأرض ، رفعت بصرها فإذ بالعجوز ممسكة بسكين بين يديها حجابها ساقط من على رأسها ، شعرها خفيف بمقدورك إحصاءه مجعد و مشتت فوق رأسها ، ومع انضمامه لباقية ملامحها السابقة تصبح شيء ما لا يوصف بالأنثى بشع ومخيف يبعث الرعشة بالأبدان ورجفة بالأوصال مكزة على أسنانها ومنتصبة كالجبل وليس كاعجوز موجهة سكينها نحوي قائلة : إلى أين تعتقدين نفسك ذاهبة .بعد ان صدتك ودللتك على المنزل أو أنك تعتقدين أن دخول الحمام مثل خروجه
عليا: ماذا تريدين مني..!
العجوز: لا شيء . سوا أن تشربي كاس عصيرك ثم أدعك تذهبين .
عليا: ألست تفهمين أنه ليس عصير .... ليس عصير إنه... إنه ....دم... ألا تعين ما أقوله أنه دم
العجوز: وإن كان حليب ستشربينه
عليا: ماذا .. أتقارنين الدم بالحليب .
العجوز: نعم فالدم ألذ ..أما الحليب فإنه مقزز . ولو أنني لم أقسم على أن كل مخلوق سيدخل لهذا المنزل لا يخرج إلا قبل أن يشرب كأس من الدم لكنت شربتك حليب مقزز أكثر من هذا
عليا : يا الله ما الذي أسمعه .أي عقل يستطيع أن يستوعب هذا الهراء
العجوز: كفي عن الثرثرة أيتها الفاسدة واشربي كأسك قبل أن أقطعك بسكيني .
عليا : هذا جنون .. لا أستطيع لا أستطيع .
العجوز: إذا ستجنين على نفسك
عليا: أقسم أنني لا أستطيع ..لا أستطيع ....... لن أشرب منه.
" هنا اقتربت منها العجوز وجرحتها بيدها اليمين بواسطة السكين فصرخت عليا وطرحت على الأرض ممسكة بيدها تتوجع وتتلوى مطلقة العنان لصوتها بالصراخ بصيحات الألم "
عليا : ماذا فعلتِ يا مجنونة
العجوز: وإن لم تشربي كأسك سأقطع جميع أوصالك
عليا: حرام عليكِ لم أفعل لكِ شيئاً أنا
العجوز: أنتِ لم تفعلِ ولكن غيرك فعل
عليا: وما ذنبي أنا عاقبيهم هم
العجوز: متى ما وقعوا بيدي فلن أقصر أقسم ، وحشوا أن يشربوا من هذا الدم الطاهر بل أنني سأقطعهم دون السماح لهم حتى بالكلام
عليا: وأنا ما ذنبي كي أعاقب بدلا منهم
العجوز: ذنبك أو ليس ذنبك لا يهمني أنه قسم ويجب أن ينفذ على جميع من هم في سنك وأكبر و الأن ... اشربي ... اشربي الكأس قبل أن أمزقك بسكيني
" ثم صرخت " اشربي .
" ارتعدت عليا من صوت العجوز فالتقطت الكأس بسرعة وبدأت بشرب محتواه .... نعم بدأت بشرب الدم ، شربته شربة واحدة وعندما أنهته فإذ بالعجوز قالت ": أدخلي إصبعك ، واسمحي الأثار و اشربيها فهذا دم طاهر يجب ألا يهدر قطرة واحدة منه ، اشربيها وطهري دمك الفاسد ، اشربيها وطهري دمك الموحل .
" ما إن أدخلت عليا إصبعها في الكأس حتى سقط من يدها وارتخت جميع أعضائها وهوت على الأرض..!
وقت الظهيرة ... أشعت الشمس تلاقني ، تحرقني ، تكويني ، عين راصدة لا تفل ولا تنام . . . نظرت إلى ساعة يدي عقاربها تشير إلى الثانية والنصف وقد بدأت مشوار بحثي من الثانية عشر صباحاً، وها أنا ، تائهة بالشوارع ... أبحث في كل الأماكن ، المفارق ، والأزقة ... أوقف هذا وذاك ! أسألهم علهم يرشدونني إلى سبيلي لأجد ضالتي.
لمحت امرأة عجوز تقف على مقربة مني سرعان ما توجهت نحوها فلا بد أنها قديمة في هذه المنطقة وتعرف جميع سكانها .
اقتربت منها فذعرت من شكلها الذي لم يتَضح لي من بُعد ، منظرها مخيف
كانت عبارة عن غمامة سوداء كاشفة عن وجهها النحيل ، عيناها بارزتان للخارج كادتا تقتلعان من مقلتيهما بشرتها بيضاء مثل الشبح ، يحيط بعينيها هالات سوداء وذات شفاه خصبا مزرقة ، أسنانها ذائبة ، متفرقة ، قاتمة .
دنوت منها وبالتالي زادت ضربات قلبي تطرق علي صدري مستغيثة ومنذرة ولكن اليأس الذي كنت به جعلني أغض البصر غير مكترثة باستغاثاته المتوالية.
علياء : أعانك الله على القوة يا خالة
العجوز : أعاننا وأعان جميع أمة الإسلام.
علياء: سألتك طلب يا خالة
العجوز: ماذا تريدين بسرعة فلا أطيق التحدث مع الغرباء .
علياء " يا عيني وعلى ماذا يا أميرة القباحة والوجه العكر " : حسنا . أنا فقط أريد سؤالك عن منزل لشخص يدعى ( محمد مسعود )
العجوز : لماذا تسألين عنه ماذا تريدين منه؟
علياء : أنا صحفية من جريدة *** وقد كلفت في إجراء حوار صحفي معه . وكما ترينني تائهة بالشوارع . فهلا تدلينني على منزله إذ كنت تعرفينه رحم الله والداك
العجوز " وبعد صمت قليل ": أتعرفين ، إنه زوجي .
علياء " ولم تشكك قط في كلامها لأن حالة اليأس التي وصلت إليها رهيبة " : أوه حمدا لك يا رب . وأخيراً وصلت .
العجوز " بخبث " : نعم وصلت . . . وأخيرا .
علياء: والأن هلا تسمحين لي بالمجيء معك لألتقي وأنتهي من هذا العبء وكلي رجاء ألا تعارضي .
العجوز :بكل سروووور . طبعاً لا أعارض
مضى حوالي ثلاث أرباع الساعة وأنا وتلك العجوز نسير في درب لا أعرف متى سأصل لنهايته على قدمانا
" يا إلهي ألا تتعب هذه العجوز أنا تعبت "
فدنوت منها وقلت : لما لا نستقل التاكسي. . بدلا من هذا ..
لم أكمل جملتي إلا وسرعان ما توجم وجه العجوز وبدأت باستنكار
قائلة : ماذا...؟ هذا ما ينقص . . .أن يستدل الجميع على منزل الأديب محمد مسعود وتزعجنا هرجة المعجبين والمصورين ... اسمعي يا فتاة كوني سمحت لكِ بالمجيء ليس لأنني أرحب في الصحافة بمنزلي لا سمحت لكِ فقط لأن لديك موعد مسبق معه أتفهمين .
وإن كنتِ تعبتِ فا لتتركينني وشأني واستقلي التاكسي وحدك وابحثي عن المنزل أما أنا فسأكمل مشياً ولو كانت المسافة للمنزل تستغرق حولاً كاملاً للوصول .
"تعجبت عليا من ردة فعلها وباتت في حيرة من أمرها لما كل هذا الحرص على عدم استدلال أحد على المنزل ؟ رغم أن محمد مسعود ليس بالأديب المشهور والذين يعرفونه في هذه البلدة قلة يعدون على الأصابع ، حتى أنا لم أكن أعرفه إلا أنني جمعت بعض المعلومات عن سيرته من رئيس المجلة وبعض زملائي."
عليا : أنا أسفه يا خالة ، قلت هذا فقط لاختصار المسافة وقطع الوقت
العجوز : لا داعي لكل هذا كدنا أن نصل .
" بدأنا نبتعد شيئاً فشيئاً عن الأماكن العامة حتى خرجنا من المنطقة التي قصدتها للبحث عن منزل محمد مسعود والذي دلني مدير المجلة عليها .
علياء : يا خالة أولم نخرج عن مسارنا
العجوز : ألا تريدين الأديب محمد مسعود.
عليا: بالطبع .
العجوز: إذا أطبقي فمك وكفي عن الثرثرة واتبعيني.
" علياء إزدرقت ريقها ، وابتلعت كلماتها ،وأوصدت فمها .... وصلنا إلى منطقة شبه مهجورة ، كان هناك منزلا يبتعد عدة بوصات عن ناظرنا ، اقتربنا من المنزل نظرت إلى ساعة يدي فإذ بها تشير للرابعة فسمعت صوت العجوز تخاطبني ها قد وصلنا ، هيا إلى الداخل "
علياء " باندهاش " : هل هنا يقطن الأديب محمد مسعود .
العجوز : نعم .
" إنه منزل مهترء وعتيق يكاد يهدم على رؤوس ساكنيه ... بحق الله كيف يستلهمون هؤلاء الأدباء في أجواء كهذه . . .
دخلنا المنزل كانت تفوح منه رائحة نتنه وعفنة "
قطع تفكيري الملوث صوت أبغضه إنه صوتها
العجوز : لا بد أنك ظمئ من المشوار ثواني وسأحضر لك مشروبا بارداً وأنادي لكِ زوجي .
" كنت غير قادرة على الكلام خائفة من أن أفتح فمي فتدخل إحدى هذه الحشرات المتطايرة فوق رأسي اكتفيت برسم ابتسامة زائفة على وجهي وأنا مقفلة الفاه .
فأشاحت لي على شيء ما يشبه الكنبة طالبة مني الجلوس عليها ريثما تعود بالشراب الذي بالتأكيد لن أشربه طالما مصدره هذا المكان.
أخرجت منديل من حقيبتي وبدأت في تنفيض ما على " شبيهة الكنبة " من أوساخ وغبار ثم جلست عليه ؟، كان مغلف بقماش ممزق يحشوه البقع والأوساخ
حشرات مقتولة على الأرض وحشرات متطايرة فوق رأسي . نظرت مرة أخرى لساعتي فذهلت ما هذا إنها الرابعة والنصف ، ومرة أخرى قطع تفكيرها ولكن هذه المرة بصوت هاتفها ."
عليا : ألو
أم عليا : عليا أين أنتي لقد تأخرتي .
عليا : أنا في منزل محمد مسعود الذي خرجت لإجراء حواري الصحفي معه.
أم عليا : وهل ستتأخرين
عليا : لا حوالي ساعة وسأكون عندك في المنزل .
أم عليا: إذا أنا في إنتظارك . وداعاً
عليا : وداعا ً .
" أغلقت عليا الهاتف وهي عازمة على أن تطلب تأجيل الحوار ليوم الغد وفي إحدى المقاهي وليس هنا ، ولكن المدعو محمد مسعود لم يظهر حتى الأن كان من المفترض أن أجده بانتظاري فهو على علم بمجيئي لإجراء الحوار معه . . . ، أووووه لا بد أنه يأس من كثرة انتظاري فبالفعل لقد تأخرت كثيراً كان موعدنا الساعة الثالثة وهاهي الرابعة والنصف "
" هنا دخلت العجوز حاملة بين يديها صينية بها كأسين من عصير أحمر اللون مدت لي كأس وأخذت لها الكأس الثاني ثم جلست بالقرب مني وقالت : ما بك لا تشربين ! ، إنه ثمين جداً يتعبني إعداده ، وليس من السهل الحصول عليه
عليا : ولكن أين محمد مسعود أليس موجود ؟
العجوز : أه .. نعم ، بالتأكيد حالما تنتهين من شرب عصيرك سترينه .
ابتسمت لها دون إظهار أسناني مغلقة الفاه مُمِدّة لطرفيه دلالة على ابتسامة.
باشرت هي بشرب عصيرها كانت تلتهمه بشراها كبيرة لدرجة أنه حينما فرغ كأسها فإذا بها تمد إصبعها داخل الكأس لتمسحه بما علق به من أثار فتدخله فمها وتلحسه، أما ما علق عليه من خارجه فأخرجت لسانها وجعلت تلعقه مثل الحيوانات بطريقة شرهة مثيرة للاشمئزاز ، وجهت نظري إلى الكأس المدفون بين يدي نظرة كادت عيوني أن تلتهم ما بمحتواه لمعرفة ما سر هذا الطعم الذي جعلها تجليه بلسانها كي لا تهدر منه ولا قطرة ، قربت الكأس من فمي لتذوقه نتيجة لشدة الفضول الذي أصابني غاضة البصر عن كل ما ينتابني من قرف ونفور ، فوصلت رائحته إلى أنفي قبل أن يصل محتواه إلى فمي فصرخت بلا شعور عاقدة حاجباي راسمة وجه عبوس على ملامح وجهي : ما هذه الرائحة البشعة ؟؟؟؟؟؟
العجوز " بإحباط " : ألم يعجبك
عليا : بل لم أتذوقه . . .رائحته نتنة لا أستطيع إدخاله إلى فمي
العجوز : دعكي من الرائحة جربي صاحب الرائحة ، إنه مشروب زكي جدا .
عليا " تنظر للكأس بنفور " : لا أستطيع
العجوز : جربيه فقط .. لن تخسري شيئاً
عليا: ولكنني . .
العجوز : دون لكن ، فقط جربيه
" رضخت عليا للأمر المحتوم وقررت مجاملة العجوز بشربة خفيفة منه، فأوقفت حاسة الشم لديها أي قطعت نفسها ، ومدت طرف إصبعها للكأس ثم أخرجت لسانها لتلامسه ببعض ما لصق على إصبعها من أثار ذلك العصير الغريب ، وما إن تذوقته حتى عرفت ما هو هنا انصعقت وبدأت يداها ترتجف وضعت الكأس على الطاولة أو رمته ، فتحت عيناها على
مصرعيهما ، بحلقت بالعجوز بنظرات حائرة مستفهمة ، مستطردة أو خائفة....!!
قالت بتلعثم كلماتها المتقطعة ، فلسانها ثقيل لا يستوعب ما لامسه لتوه شلت حركته ولكن ببعض الشحن من إرادتها قدرت على دفعه بالنطق ببعض اللعثمة : مـ ـ مـ مـ مــا هـ ـ ذا أيتها الخالة . . .ما هذاااا . . .أوه يا إلهي لا أصدق . . . يا الله .. يا الله . . .إنه أنه ......... إنه دم !
فجاوبت العجوز وبكل برود دون أن يتحرك لها ساكن : نعم ، أولا يعجبك !؟
عليا : ولكن ماذا تقولين يا خالة . . هذا كلام لا يعقل
العجوز : وما الذي لا يعقل .؟
عليا : دم ! . . أليس هناك عصائر سوا ..... سوا... سوا الددددم ؟!
العجوز : كثيـــــــــــــر . ولكن ليس ألذ منه .
عليا " وقد بدأت بالنحيب والبكاء " يا إلهي إنها عجوز شمطاء خرفانه " دفعتها من أمامها "أي رجل أديب مثقف يحتمل حماقتها .. يا للهول لو قالت أنه دم بشري يا إلهي . . يا إلهي لا أصدق
العجوز : ومن قال غير ذلك
عليا" نظرت بها بذهول وخوف منها ": مـــــاذا ؟
العجوز : و من قال غير ذلك سمعتي الأن ؟
عليا: يا حقيرة . " التقطت حقيبتها وهمت بالخروج من المنزل وهي تثرثر ببعض الكلام ، كانت جميع أطرافها ترتجف ووجهها مبيض كشبح"
.العجوز " هيي أنتِ ، أين تعتقدين نفسك ذاهبة
عليا: ابتعدي عن وجهي أيتها الشمطاء قبل أن أبتلي بك وأوزع دمائك على الناس " ثم صرخت " ابتعدي قبل أن أذبحك .
" وقطعت من أمام العجوز وهي تثرثر " : هذا ما ينقصني عجوز مختلة ومجنونة...!
" شيء ما سحب عليا من شعرها ودفعها بقوة إلى الداخل حتى ارتطمت على الأرض ، رفعت بصرها فإذ بالعجوز ممسكة بسكين بين يديها حجابها ساقط من على رأسها ، شعرها خفيف بمقدورك إحصاءه مجعد و مشتت فوق رأسها ، ومع انضمامه لباقية ملامحها السابقة تصبح شيء ما لا يوصف بالأنثى بشع ومخيف يبعث الرعشة بالأبدان ورجفة بالأوصال مكزة على أسنانها ومنتصبة كالجبل وليس كاعجوز موجهة سكينها نحوي قائلة : إلى أين تعتقدين نفسك ذاهبة .بعد ان صدتك ودللتك على المنزل أو أنك تعتقدين أن دخول الحمام مثل خروجه
عليا: ماذا تريدين مني..!
العجوز: لا شيء . سوا أن تشربي كاس عصيرك ثم أدعك تذهبين .
عليا: ألست تفهمين أنه ليس عصير .... ليس عصير إنه... إنه ....دم... ألا تعين ما أقوله أنه دم
العجوز: وإن كان حليب ستشربينه
عليا: ماذا .. أتقارنين الدم بالحليب .
العجوز: نعم فالدم ألذ ..أما الحليب فإنه مقزز . ولو أنني لم أقسم على أن كل مخلوق سيدخل لهذا المنزل لا يخرج إلا قبل أن يشرب كأس من الدم لكنت شربتك حليب مقزز أكثر من هذا
عليا : يا الله ما الذي أسمعه .أي عقل يستطيع أن يستوعب هذا الهراء
العجوز: كفي عن الثرثرة أيتها الفاسدة واشربي كأسك قبل أن أقطعك بسكيني .
عليا : هذا جنون .. لا أستطيع لا أستطيع .
العجوز: إذا ستجنين على نفسك
عليا: أقسم أنني لا أستطيع ..لا أستطيع ....... لن أشرب منه.
" هنا اقتربت منها العجوز وجرحتها بيدها اليمين بواسطة السكين فصرخت عليا وطرحت على الأرض ممسكة بيدها تتوجع وتتلوى مطلقة العنان لصوتها بالصراخ بصيحات الألم "
عليا : ماذا فعلتِ يا مجنونة
العجوز: وإن لم تشربي كأسك سأقطع جميع أوصالك
عليا: حرام عليكِ لم أفعل لكِ شيئاً أنا
العجوز: أنتِ لم تفعلِ ولكن غيرك فعل
عليا: وما ذنبي أنا عاقبيهم هم
العجوز: متى ما وقعوا بيدي فلن أقصر أقسم ، وحشوا أن يشربوا من هذا الدم الطاهر بل أنني سأقطعهم دون السماح لهم حتى بالكلام
عليا: وأنا ما ذنبي كي أعاقب بدلا منهم
العجوز: ذنبك أو ليس ذنبك لا يهمني أنه قسم ويجب أن ينفذ على جميع من هم في سنك وأكبر و الأن ... اشربي ... اشربي الكأس قبل أن أمزقك بسكيني
" ثم صرخت " اشربي .
" ارتعدت عليا من صوت العجوز فالتقطت الكأس بسرعة وبدأت بشرب محتواه .... نعم بدأت بشرب الدم ، شربته شربة واحدة وعندما أنهته فإذ بالعجوز قالت ": أدخلي إصبعك ، واسمحي الأثار و اشربيها فهذا دم طاهر يجب ألا يهدر قطرة واحدة منه ، اشربيها وطهري دمك الفاسد ، اشربيها وطهري دمك الموحل .
" ما إن أدخلت عليا إصبعها في الكأس حتى سقط من يدها وارتخت جميع أعضائها وهوت على الأرض..!
- mohamedالنائب العام
- عدد المساهمات : 1458
قوه الرغب : 105091
السٌّمعَة : 88657
تاريخ التسجيل : 09/04/2009
العمر : 43
رد: شياطين الانس
الأحد سبتمبر 27, 2009 8:47 pm
تسلم ايديك علي القصة الرائعة
الله لا يحرمنا مجهوداتك يا جميل
الله لا يحرمنا مجهوداتك يا جميل
- الجني الاسودمشرف
- عدد المساهمات : 296
قوه الرغب : 5987
السٌّمعَة : 2116
تاريخ التسجيل : 11/08/2009
العمر : 27
رد: شياطين الانس
الأحد سبتمبر 27, 2009 9:05 pm
يعطيكم العافية على مروركم ياغاليين
- الغلا كلهمبتدئ
- عدد المساهمات : 19
قوه الرغب : 190
السٌّمعَة : 100
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
العمر : 27
رد: شياطين الانس
السبت ديسمبر 26, 2009 12:33 pm
مشكور
الله يعطيك الصحه و العافيه
الله يعطيك الصحه و العافيه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى