العبد اشعل الحرب

أراد أحد التجار أن يشتري عبداً قوي البنية قادراً على العمل الشاق

فذهب إلى سوق العبيد حيث وجد ضالته في شاب قوي البنية مفتول العضلات

تقدم منه وسأله عن إسمه فقال العبد :

إسمي عنبر يا سيدي!

فرح التاجر به وأسرع إلى صاحب العبد كي يساومه على شرائه قائلاً له:

اسمع يا رجل أريد هذا العبد الذي اسمه عنبر ؟

قال صاحب العبد : هل أعجبك هذا العبد يا سيدي ؟

قال التاجر : أجل أعجبني جداً وأريد أن أشتريه بأي ثمن

قال صاحب العبد : ولكن من الأمانة يا سيدي أن أخبرك أن هذا العبد الذي أعجبك

هو بالفعل خالٍ من العيوب إلا من عيب واحد !

قال التاجر: عيب واحد .. ماهو؟!

قال صاحب العبد: عيبه يا سيدي أنه نمام وولعه بالنميمة لا حدود له

قال التاجر بلهفة شديدة : لا يهمني هذا

سوف أشتريه على عيبه ماذا قلت ؟

قال صاحب العبد : يبدو عليك يا سيدي أنك رجل طيب

لذلك أنصحك بعدم شراء هذا العبد

فقد يصيبك ضرر كبير يجعلك تندم على الساعة التي اشتريته فيها

قال التاجر : سأشتريه مهما كان عيبه .. كم تريد ؟

قال صاحب العبد :

نصحتك وأمري لله

عاد التاجر سعيداً بعبده القوي

وذات يوم تحركت في نفس العبد خصلته الذميمة وهي النميمة

ووجد ضالته في زوجة التاجر المسكينة

حيث أسرع إليها حزيناً كسيفاً متكسراً

ليقول لها وهو يتظاهر بالبكاء والحسرة :

آه يا سيدتي المسكينة

إن قلبي يتفطر من أجلك

قالت له الزوجة بدهشة :

ولمَ يتفطر قلبك من أجلي أيها العبد !!!

قال : لأنك تخدمين زوجكِ ليلَ نهار وتبحثين عما يرضيه دائماً

بينما هو ينوي الزواج من إمرأة أقل منك جمالاً وحسباً ونسباً

فانهارت الزوجة المسكينة وأخذت تبكي بكاءً مراً

قال العبد لها :

يجب أن تمنعيه من الزواج بأي وسيلة

فرفعت رأسها كي تواجه العبد وتسأله :

قل لي أيها العبد المخلص مالذي يمكنني أن أفعله كي أمنع هذا الزواج ؟!

قال لها العبد وهو ينفث سمومه الخبيثة :

لو استطعتِ أن تحضري لي خصلة من شعر زوجك

تمكنت أن أسحره بها فيعود كما كان وينسى أمر الزواج

قالت الزوجة وهي مترددة خائفة :

ولكن .. هذا حرام ولا يجوز

قال لها العبد الحقير :

هذه ضرورة مفيدة لكٍ ولا حرام فيها

إن أردتي أن تنقذي نفسك من التعاسة يجب أن تفعلي ذلك

قالت الزوجة وقد أغواها الشيطان في نفسها :

ولكن .. كيف يمكن الحصول على هذه الخصلة !


قال العبد : الأمر سهل جداً

انتظري حتى ينام زوجك في الليل ثم قصي شعره بالسكين

قالت الزوجة :

ممممم حسناً سأفعل ما تريد ولنرَ ما يحدث ؟!

بعد ذلك انطلق العبد إلى سيده التاجر

وأخبره بأن زوجته تريد الزواج من أحد أقاربها

وقد صممت على قتله هذه الليلة

فتناوم حتى تظن أنك نام وعندها سوف تتأكد من صدق كلامي

نسي الزوج كلام صاحب العبد الذي اشتراه منه وتحذيراته من نميمته

فصدق كلام العبد وفعل الزوج ما أراده العبد اللئيم

وتظاهر بالنوم فتقدمت الزوجة المغلوب على أمرها

كي تأخذ خصلة من شعر رأس زوجها النائم

ولكن تيقظ إلى حركات زوجته عندما اقتربت منه

وظن أن ما قاله العبد له كان صحيحاً

فنهض من فراشه غاضبا ثائراً فلعنها ليوم الدين ثم قتلها قهراً

اعتقاداً منه أنها خانته في حياته وجاءت لتقتله


وهكذا عرف أهل الزوجة ما حدث لإبنتهم

فقاموا بقتل الزوج انتقاماً منه على ما فعله بإبنتهم

وبعدها قام أهل الزوج بقتل أهل الزوجة مثلما قتلوا إبنهم

فنشبت حرب بين أقارب أهل الزوج والزوجة

وراح بسببها الكثير من الضحايا الأبرياء

بسبب نميمة عبد لئيم هوايته الوحيدة هي النميمة

قصتك تستحق التقدير

شكرا على مروركم